يبدو ان مسابقة كأس سمو الامير مازالت تطبخ على نار هادئة، رغم ان الدور ربع النهائي حمل اخبارا سارة لعشاق قطبي الكرة الكويتية القادسية والعربي، فالاول فك عقدة كاظمة بهدف دون رد والثاني حطم آمال الساحل مبكرا وهزمه في عقر داره بهدفين، بينما يعتبر تعادل السماوي مع الكويت مكسبا للاول ومخيبا للثاني، وعاد الصليبخات من الفحيحيل بتعادل ثمين.
لكن من حالفه الحظ في ذهاب الدور ربع النهائي فعليه الحذر لأن التعويض ليس بمستحيل، وربما نشاهد حربا بين السالمية والكويت وملحمة بين كاظمة الذي لا يستسلم بسهولة والأصفر الذي يريد انهاء الموسم ببطولة.
مستوى الأبيض متواضع
لم يرتق الكويت الى المستوى المطلوب في لقائه مع السالمية، بل ظهر بمستوى متواضع كاد يكلفه خسارة المباراة لولا ان الحظ عاند السالمية في بعض الاحيان، لكن نلتمس العذر للاعبي «الابيض» وذلك للتخبط الذي اصاب مدربهم الكرواتي رادان خلال المباراة، فبعدما كان متقدما بهدف سجله البحريني علاء حبيل في الشوط الاول، قام بتبديل غريب بسحب المهاجم خالد عجب وادخال وليد علي ليسلم زمام الامور والسيطرة الى السالمية ويمنحهم التعادل، ولولا يقظة خالد الفضلي لزادت غلة الاهداف في مرماه، ثم حاول تعديل الاوضاع باشراك عبدالرحمن العوضي لكن لم تفلح تبديلاته، إلا في المحافظة على نتيجة التعادل، وربما كان غياب قائدهم التونسي زياد الجزيري مؤثرا، خصوصا بعد اصابة القلب النابض للفريق الانغولي ماكينغا في منتصف الشوط الاول، لكن «الابيض» حاصد الالقاب هذا الموسم من الممكن ان يفاجئ الجميع في مباراة الاياب.
ثنائي خطير بالسماوي
ظهر السالمية امام الكويت بصورة مغايرة عما كان عليه في الدور الاول عندما التقى خيطان، لكنه كعادته دائما نجده متألقا امام «الابيض» فهو الوحيد الذي هزمه ذهابا وايابا في الدوري، وبدأ «السماوي» اللقاء ضاغطا منذ البداية، ووضح انه يريد الفوز وليس التعادل، لكنه فوجئ بهدف علاء حبيل بعد خطأ في التمرير بوسط الملعب، وحاول العودة الى اللقاء، واستطاع، لكن في الشوط الثاني ارهق فرج لهيب هو وبشار عبدالله دفاع «الابيض» ليشكلا ثنائيا خطيرا.
الأصفر كسر القاعدة
يبدو ان عشاق القادسية لم يفرحوا مثلما فرحوا بفوزهم على كاظمة بعد ان حققوا الفوز الذي لم يستطيعوا ان يحققوه منذ سنتين، ودخل «الاصفر» اللقاء بشعار الفوز، حيث لعب بـ 3 مهاجمين هم احمد عجب وبدر المطوع وخلفهم خلف السلامة، واضاع عدة فرص قبل ان يفتح التسجيل مساعد ندا بكرة حرة مباشرة رائعة عجز احمد الفضلي عن التصدي لها، وضغط «الاصفر» بعد الهدف بسبب تألق العاجي كيتا ومساعد ندا وعلي الشمالي من الاطراف، لكنهم اضاعوا عدة فرص محققة خلال الشوطين كانت كفيلة باراحتهم في مباراة الاياب التي يجب ان يعملوا لها الف حساب.
البرتقالي تغير لونه
لن يختلف اثنان في تحليل وتقييم مستوى كاظمة المتواضع والذي لم يبد اي ردة فعل حيال الهدف الذي دخل مرماه في اول 10 دقائق، ولم يبذل الفريق جهدا مضاعفا رغم ان القادسية تراجع الى الوراء في الشوط الثاني، لكن كاظمة لم يصنع طوال الشوطين سوى فرصة وحيدة وهي نسبة ضعيفة للتسجيل، واذا ما اراد «البرتقالي» العودة الى المنافسة فعليه رفع الروح المعنوية للاعبين قبل الاستحقاق المقبل في مباراة الاياب، والا فإن النتائج ستكون سلبية وكارثية بالخروج من مسابقة كأس الامير، وبالتالي توديع الموسم الحالي دون بصمة واضحة ومؤثرة للفريق، لذلك على المدرب آدم مرجان العمل على عودة طريقة اللعب المعهودة لـ «البرتقالي».
الأخضر يبي اللقب
بعد ان قدم اروع العروض في الدور الاول، ها هو العربي يعود بارادة ويهزم الساحل في عقر داره بهدفين للسوري فراس الخطيب والبحريني اسماعيل عبداللطيف رغم ان الاداء لم يرض جماهيره، لكن حلم اللقب لا يحتاج الى اداء ومتعة بل تحقيق نتيجة، وهذا ما يفعله لاعبو «الاخضر» حيث يعتبر اكثر الفرق اكتمالا في الصفوف، حيث لا توجد لديه اصابات مؤثرة بالفريق او غيابات، ويملك العربي العناصر القادرة على الفوز بالكأس، حيث يملك في خط الوسط محمد جراغ الذي لم يظهر بمستواه في مباراة الساحل، وسيعود خالد عبدالقدوس بعد الايقاف بسبب طرده في الدور الاول مع مساندة من خالد خلف، ويأتي في المقدمة فراس الخطيب والذي اذا كان في يوم سعده فإنه سيهدي وزملاؤه التأهل الى الدور قبل النهائي، والذي بات قريبا بسبب الفوز ذهابا بهدفين نظيفين.
العنزي خذل الساحل
خذل حارس الساحل البديل سعد العنزي دفاعه لعدم قدرته على الامساك بعرضية مبارك البلوشي السهلة التي سقطت من بين يديه لتجد السوري فراس الخطيب في آخر 10 دقائق من زمن المباراة، لكن يجب ألا نحمل العنزي الخسارة وحده، فالساحل دخل المباراة منذ بدايتها مدافعا وعليه ان يتحمل توابع طريقته الدفاعية، فمن غير المعقول ان تدافع 90 دقيقة دون اخطاء حتى ان لاعبي الساحل لم يجيدوا الهجمات المرتدة ولم يشكلوا خطورة على مرمى «الاخضر» ليأتي الهدف الثاني كالصاعقة من اقدام اسماعيل عبداللطيف ليصعب مهمتهم في الاياب والتي تحتاج الى مجهود مضاعف من الـ 11 لاعبا داخل الملعب حتى يتمكن الفريق من التعويض امام العربي.
تعادل مريح للصليبخات
عاد الصليبخات بتعادل مريح من ارض الفحيحيل بعد ان قدم لاعبوه اجمل عروضهم، وكانوا الاقرب الى الفوز لولا اضاعتهم الفرص السهلة امام المرمى، لكن ما يميز الصليبخات في الفترة الاخيرة انه دائما ما يكون ندا قويا ويفاجئ خصمه بالهجوم عكس توقعات الفرق الاخرى، كما فعل مع التضامن عندما هزمه بخماسية نظيفة وتأهل على حسابه.
ويطمح لاعبو الصليبخات الى تعويض اخفاق عدم التأهل الى الدوري الممتاز بالتأهل الى الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الامير، وهو قادر على ذلك لأنه يحتاج الى فوز بأي نتيجة او التعادل الذي من الممكن ان يوصله الى ركلات الترجيح وهي غير مأمونة.
اما لاعبو الفحيحيل فمهمتهم في التأهل الى الدور نصف النهائي صعبة بعد ان تعادلوا على ارضهم ولم يقدموا المستوى المأمول بعد ان ظهروا بالدور الاول بشكل جيد، لذلك سيكون من الصعب الفوز على الصليبخات في ارضه والذي سيهاجم منذ البداية على امل انهاء المباراة في شوطها الاول، ولولا براعة الحارس عبدالله عاشور في التصدي لـ 3 فرص محققة للتسجيل لكان لاعبو الفحيحيل يندبون حظهم بسبب تخاذلهم في تقديم مستوى يليق بالدور ربع النهائي، فعليه ان يواجه السالمية او الكويت في مهمة شبه مستحيلة، لأنهما يفوقانه قدرة وامكانيات من حيث اللاعبون والمحترفون.
الجمعة أبريل 18, 2008 4:32 pm
