اعترف الألماني الخبير أوتوفيستر، المدير الفني لمنتخب أسود الكاميرون، بأحقية المنتخب المصري في حصد اللقب الأفريقي الثاني علي التوالي في غانا ٢٠٠٨، وأبدي إعجابه الشديد بهاني سعيد وحسني عبدربه ومحمد أبوتريكة ومحمد زيدان، كما أبدي انزعاجه وأسفه الشديد لما وصل إليه حال نادي الزمالك. وكتب الثعلب أوتوفيستر روشتة إصلاح الفريق، وطالب بمساندة حازم إمام، وفاجأنا بمعلومات خاصة عن القلعة البيضاء وأجاب عن جميع التساؤلات بصراحة في هذا الحوار.
* بداية.. هل مازلت تتابع أخبار فريقك القديم «الزمالك»؟
ـ بالطبع، أتابع بعض أخبار الفريق عن طريق شبكة الإنترنت، وقد سعدت بوجود عمرو زكي، ذلك المهاجم المميز مع الزمالك، كما أن لدي أصدقاء مصريين أعرف منهم أخبار الفريق، الذي حزنت كثيرا علي ما أصابه من تدهور، وبالتالي ابتعاده عن البطولات في السنوات الأخيرة.
* في رأيك.. ما أسباب تراجع الفريق؟
ـ في الحقيقة لا يمكنني الحديث عن الأسباب الحقيقية لتدهور الفريق، لأنني أتابعه عن بعد، ولكن الزمالك كفريق كبير لا يليق به أبداً أن يغيب لفترات طويلة عن حصد البطولات القارية والمحلية، وعندما كنت أتابع لاعبي المنتخب المصري وفرق الدوري، أثناء استعداد الكاميرون لمواجهة المنتخب المصري في غانا ٢٠٠٨، فوجئت بتردي أحوال الفريق في الدوري، وعلمت أنه يحتل المركز الرابع في جدول الترتيب، وهو ما صدمني كثيرا، فضلا عن تقلص عدد لاعبي الفريق الدوليين مع المنتخب، بعكس ما كان الحال عليه أثناء إشرافي علي الفريق، حيث كان لدينا ٩ لاعبين أساسيين بالمنتخب الوطني المصري.
* وهل كنت تتوقع هذا التراجع قبل أن ترحل عن الزمالك؟
ـ أولاً عندما كنت مديرا فنيا للفريق حصدت بطولتي الدوري والكأس، ثم بطولة كأس السوبر وكأس الكؤوس الأفريقية في نسخته القديمة، وكان الزمالك وقتها مستهدفاً من الإعلام والمنافسين في وقت واحد، وهو ما أدي لدخول الفريق في صراعات ودوامات شديدة، ومن الطبيعي عندما يسقط البطل من العرش يسعي الآخرون للجلوس مكانه، وكان يجب علي لاعبي الزمالك ومجلس إدارته أن يحاربوا من أجل الحفاظ علي القمة، لأن الوصول إليها سهل، ولكن الأصعب هو الحفاظ عليها.
* إذن أنت تحمل اللاعبين ومجلس الإدارة المسؤولية؟
ـ كان يجب تدعيم الفريق بلاعبين جدد للحفاظ علي القمة، ولكي تبحث عن بطولات جديدة يجب أن يكون لديك فريق قوي، وإذا تهاوي أحد جوانب الفريق، فيجب توفير البديل، وتجهيز اللاعب الذي يضيف للفريق، وبالمناسبة ليس أي لاعب يصلح للانضمام للفرق الكبري، خصوصا الزمالك الذي يبتعد مجلس إدارته عنه وعندما يتدخل يكون بشكل خاطئ.
* هل أصابت الشيخوخة الفريق؟
ـ الشيخوخة أصابت بعض لاعبيه، لكن أين البديل؟! ولماذا انتظر المسؤولون عنه حتي وصل إلي هذه المرحلة؟! وأين التقييم السنوي للأجهزة الفنية؟! فاليوم تجد المنافس يتباري في إنزال الهزائم بك حتي لا تعود إلي صوابك، ولدينا مثل يقول «إذا لم تأخذ حذرك فالناس ستقتلك» أي كان عليهم الحذر.
* أريد أن أعرف بالضبط السبب الرئيسي لتراجع الفريق؟
ـ أري أن مشكلة الزمالك الرئيسية تكمن في مجلس إدارته الذي عجز عن تدعيم صفوفه باللاعبين المميزين، وبالتالي أصبح الفريق ضعيفاً.
* إذن أنت بذلك تعفي اللاعبين من المسؤولية؟
ـ لا أعتقد أن اللاعبين عليهم مسؤولية كبيرة، وإنما يتحملون جزءاً بسيطاً من هذه المسؤولية، لأنهم يلعبون الكرة ويبذلون الجهد فقط، وهناك من عليه مسؤولية التدعيم واتخاذ القرارات، ولكن كان يجب علي اللاعبين التمسك بكبرياء البطل، ليرهبوا المنافسين حتي لا يتجرأوا عليهم.
* البعض يحمل المناخ السيئ داخل الزمالك مسؤولية ما يحدث، فما شعورك وأنت عاصرت هذا المناخ من قبل؟
ـ أنا عملت كمدير فني للفريق وقت أن كان كمال درويش رئيسا للنادي، وكنت صديقا مقربا لممدوح عباس، الرئيس الحالي، وأعتقد أن الإدارة هي التي تتحمل مسؤولية المناخ السائد في وقت توليها، لأنها هي التي تختار المدربين، ويجب علي المدرب تهيئة مناخ جيد للاعبين، فهو يتحمل مسؤولية صناعة مناخ يخدم الفريق بعيدا عن تدخلات مجلس الإدارة، وإذا كان اختيار الإدارة للمدرب سيئا، فبالتالي لن يتوفر مناخ جيد، ويجب أن يكون هناك تعاون بين مجلس الإدارة والجهاز الفني من أجل مصلحة اللاعبين والنادي، لأن اختلاف وجهات النظر بين مجلس الإدارة والجهاز تظهر نتائجه علي أداء الفريق أتوماتيكيا.
* بعض اللاعبين مثار جدل دائم داخل الفريق أمثال حازم إمام وعبدالحليم علي وطارق السيد.. حيث يطالبهم البعض بالرحيل.. فما رأيك فيهم؟!
ـ أعتقد أن حازم إمام لاعب موهوب ويستحق الاهتمام، لأنه قائد جيد للفريق، أما عبدالحليم علي فهو لاعب مجتهد، لكن يواجهه سوء حظ أمام المرمي منذ أن كنت مدربا للفريق، ولكن الفرق الكبري تحتاج إلي هداف موفق دائما، وبالنسبة لطارق السيد فهو صاحب مستوي متذبذب دائما.
* هل توافق حازم إمام علي قرار اعتزاله؟
ـ لا أتفق معه إطلاقا، لأنه موهبة كبيرة للفريق وإذا وجد الاهتمام والرعاية من قبل المدير الفني سيستمر مع الفريق لثلاثة مواسم مقبلة علي الأقل، وتعجبت جدا لعدم وجود حازم ضمن قوام المنتخب في غانا، ويجب استغلال دوره كقائد للفريق ويستعين به المدرب في السيطرة علي اللاعبين خصوصا في ظل هذه المرحلة الحرجة.
* بعيدا عن الزمالك.. كيف تري فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية علي التوالي؟
ـ المنتخب المصري استحق لقب غانا ٢٠٠٨، لأنه كان الفريق الأفضل تنظيمياً وتكتيكياً، وقد اعتمد علي الأداء الجماعي، وغاب عنه الأداء الفردي، كما أن لديه مدرباً عمل لفترة طويلة مع اللاعبين ولذلك ظهر الفريق متجانسا، خصوصا أنه في مصر توجد إدارة جيدة تساعد الرياضيين بصفة عامة علي حصد البطولات، كما أن هناك بطولة محلية مستواها جيد فالأهلي والزمالك والإسماعيلي من أكبر الفرق في أفريقيا، فضلا عن سيطرة الأهلي علي جميع بطولات الأندية في أفريقيا خلال الفترة الأخيرة، وكل ذلك من شأنه وجود منتخب قوي بخلاف المحترفين المميزين في الدوريات الأوروبية، رغم أنهم قليلون.
* هل تتمني تدريب منتخب مصر؟
ـ أرفض التعليق علي هذا السؤال.
* كيف تقيم تجربة حسن شحاتة مع المنتخب؟
ـ أعتقد أن حسن شحاتة محظوظ ويتمتع برفاهية كبيرة، خصوصا أن معظم لاعبيه يلعبون تحت نظره ويستطيع متابعتهم عن قرب، ويسيطر عليهم بصورة رائعة، وأري أن مشكلة أفريقيا السمراء تكمن في خروج اللاعبين للاحتراف في سن صغيرة، وبالتالي لا يفيدون بلادهم ولن تتقدم المسابقات المحلية في بلادهم ويفتقدون الانتماء والوطنية التي تجلت في أداء وتصرفات المصريين في غانا، فاللاعب المصري يصل إلي هذا الانتماء من خلال لعبه في الدوري المحلي، الذي يساهم بشكل كبير في رفع روحه المعنوية.
* ما رأيك في لاعبي المنتخب المصري في غانا ٢٠٠٨؟
ـ لفت انتباهي بشدة هاني سعيد وحسني عبدربه ومحمد أبوتريكة ومحمد زيدان الذي استخلص الكرة من سونج، وتسبب في هدف البطولة لمصر، وبالمناسبة أنا لا أحمل سونج مسؤولية هذا الهدف، لأن الفريق كله يتحمله، فأين كان اللاعب الذي يراقب محمد أبوتريكة صاحب الهدف، وقت أن كان سونج يتنافس مع زيدان علي الكرة.. وأين التغطية من وسط الملعب؟!
* من هم اللاعبون المصريون الذين ترشحهم للاحتراف الأوروبي؟
ـ انبهرت جدا بمستوي هاني سعيد لاعب الإسماعيلي فمستواه تقدم كثيرا، رغم أنه يلعب في الدوري المحلي، وكذلك حسني عبدربه الذي قدم أداء رائعا في غانا.
* ومن هو أفضل لاعب أفريقي؟
ـ أعتقد أنه صامويل إيتو لما يتمتع به من شخصية قيادية جيدة داخل الملعب، فضلا عن مقوماته البدنية والفنية، وكل تلك العوامل مجتمعة أهلته للنجاح علي المستوي العالمي.
الخميس أبريل 24, 2008 3:34 pm
