غريب حقا أمر اتحاد الجودو مع هيثم الحسيني لاعبه وبطله الأول في وزن73 كجم.. فبدلا من أن يقف معه ويدعمه ويسانده ويساعده علي التأهل للأوليمبياد- كما يطمح المجلس القومي للرياضة الذي يخصص لهذا اللاعب ميزاينة مالية قبل ما يقرب من ثلاث سنوات- فإنه يعوق طريقه ويقف حجر عثرة أمامه وكأنه يتعمد منعه من الوصول الي دورة بكين الأوليمبية!
قبل أن نبدأ حكاية الحسيني مع اتحاد الجودو ينبغي أن نعلم أولا أن التأهل الي دورة بكين الأوليمبية يتم من خلال اختيار أفضل ثلاثة لاعبين يحتلون مقدمة ترتيب اللعبة في كل وزن من خلال النقاط التي يجمعونها في البطولات الدولية المؤهلة للأوليمبياد..ويجب أن نعلم كذلك أن هيثم الحسيني يحتل المركز الثالث في ترتيب وزنه رغم حرمانه من المشاركة في أكثر من بطولة دولية ومن ثم حرمانه من زيادة رصيده من النقاط واللحاق ببطلي جنوب إفريقيا وتونس اللذين يسبقانه في الترتيب لكثرة مشاركاتهما وحرص اتحاداتهما الوطنية علي تأهلهما لبكين, علما بأن الحسيني سبق وفاز علي هذين اللاعبين في دورة الألعاب الافريقية الماضية..
أما حكاية اتحاد الجودو المصري مع الحسيني فقد بدأت قبل فترة طويلة بحرمانه من السفر والمشاركة في بطولة الصين الدولية في نوفمبر من العام الماضي, حيث أعد اللاعب حقائبه وأنهي كل اجراءات السفر وحصل علي تأشيرة دخول الأراضي الصينية وحجز تذكرة السفر..وفجأة تلقي مكالمة غريبة قبل السفر بأربع ساعات تفيد حرمانه واستبعاده مع بقية لاعبي المنتحب دون سبب واضح رغم أنه أول وزنه في مصر والمصنف الأول علي الجمهورية لأكثر من عشر سنوات متواصلة!
لم يستسلم الحسيني ولم يصبه اليأس بل واصل تدريباته بجدية علي أمل السفر في البطولات الدولية المقبلة والمؤهلة للأوليمبياد.. ولكن تواصل مسلسل التعنت ضده وكأنه ارتكب جرما لا يغتفر وتم استبعاده من المشاركة في بطولات فرنسا وألمانيا والنمسا دون سبب أيضا وسافر بدلا منه لاعبون أقل في المستوي والترتيب.. واستكمالا لهذا المسلسل الغريب والعجيب تقررت مشاركة المنتخب الوطني في بطولة تونس الدولية التي أقيمت في مارس الماضي وهي أيضا احدي البطولات المؤهلة للأوليمبياد وكان معيار الانتقاء هو الأفضل باختيار الأول والثاني في كل موازين اللعبة في بطولات الجمهورية.. وهنا ابتسم القدر في وجه الحسيني بعدما أحس انه ضمن السفر واللعب وبالتالي زيادة رصيده من النقاط المؤهلة لبكين, ولكن فوجئ بما لم يكن في الحسبان حيث اختار الاتحاد أول وثاني كل الموازين عدا وزن73 كجم الذي يلعب فيه الحسيني وجاء عند وزن الحسيني واختارالأول والثالث حتي يستبعده من السفر رغم أن اللاعب صاحب المركز الثالث الذي سافر ضمن البعثة بدلا منه غير مصنف وترتيبه بعيد عن التأهل لبكين!
ولم يتوقف المسلسل عند هذا الحد بل زاد عليه اتحاد الجودو بأن اختار لاعبين غير الحسيني للسفر الي بطولة الكاميرون الدولية..ولم يبد اللاعب اعتراضا بل عرض علي اللواء سامح مباشر رئيس الاتحاد السفر والمشاركة علي نفقته الخاصة ووافق رئيس الاتحاد علي طلب اللاعب.. وفجأة ودون سبب ألغي الفكرة وأحال اللاعب الي لجنة تحقيق ليلة سفر المنتخب أمس الخميس حتي يحرمه من المشاركة ويعوق تقدمه في الترتيب ويضيع عليه وعلي مصر فرصة تأهل هذا الوزن الي دورة بكين الأوليمبية, في الوقت الذي وافق فيه رئيس الاتحاد علي سفر لاعب أقل منه في المستوي وفي الترتيب!.. والسؤال الذي يطرح نفسه من يحمي هيثم الحسيني من اتحاد الجودو؟ ومن يدفع فاتورة الحساب التي يتحملها المجلس القومي للرياضة لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة حتي يتمكن هذا اللاعب من التأهل إلي بكين؟ وهل يتدخل المجلس القومي للرياضة لمعرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء استبعاد الحسيني من المشاركة؟!
الخميس أبريل 24, 2008 4:41 pm
