عاشت العاصمة العُمانية مسقط الاثنين أجواء احتفالية، وسط حالة من الفرح الشعبي العام مواكبة لمرور الشعلة الأولمبية في شوارع المدينة حيث عقدت حلقات الرقص الشعبي بالخناجر التقليدية، في ظاهرة غابت عن سائر جولات الشعلة التي تخللتها احتجاجات واسعة على خلفية قضايا حقوق الإنسان بالصين.
وتحت حراسة مشددة، طاف نحو 80 عداء بالشعلة في شوارع مسقط، وكان للمسيرة محطات في مناطق تاريخية وسياحية مثل السوق القديم قبل أن تنتقل إلى مسار مواز للشوارع البحرية.
ويعد الحدث وما تخلله من احتفالات ظاهرة نادرة في سلطنة عُمان المحافظة، التي نجحت في تجربة استقبال الشعلة دون حوادث، بخلاف ما حدث في سان فرانسيسكو ولندن وباريس، علماً أن علاقات وثيقة من التعاون الاقتصادي تجمع سلطنة عُمان بالصين التي تنظم الألعاب الأولمبية.
ووصلت الشعلة إلى مسقط من تنزانيا، حيث كان في استقبالها وزير الرياضة العُماني، لكن المسيرة لم تبدأ قبل ساعات المساء بسبب الحرارة المرتفعة، حيث قام حاكم مسقط سعيد البوسعيدي بإشعالها وسط رقصات فولكلورية أدتها فرق ضمت رجالاً بزيهم العربي التقليدي يتوسطه الخنجر العّماني.
وبدت الدهشة على وجوه العُمانيين الذين تابعوا المسيرة على امتداد 19 كيلومتراً، وقال ناصر مصطفى، وهو عُماني جاء مع أولاده لمشاهدتها: "لم أر أمراً كهذا من قبل.. لم أكن أتوقع مشاهدة هذا العدد من الأشخاص.. هذا الأمر نادر جداً في عُمان."
من جهته، قال حبيب مكي، نائب رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية إن مسقط استضافت الشعلة: "بسبب العلاقات الممتازة التي تجمعها ببكين منذ زمن بعيد والروابط الاقتصادية بينهما،" وفقاً لأسوشيتد برس.
وكانت مسرة الشعلة الأولمبية في لندن وباريس وسان فرانسيسكو وعدة مدن أخرى قد تعرضت للتشويش من قبل محتجين غاضبين حاولوا إخمادها أو اعتراض مسيرتها عدة مرات، وذلك على خلفية الاحتجاج ضد مواقف الصين من قضايا حقوق الإنسان وتواجدها العسكري في التبت.
الخميس أبريل 17, 2008 3:43 pm
